زراعة القرنية: أمل جديد لاستعادة البصر

تُعد زراعة القرنية (أو ترقيع القرنية) من الإجراءات الطبية التي تهدف إلى استعادة البصر لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات حادة في القرنية، والتي قد تكون ناجمة عن الإصابة بالأمراض أو الإصابات التي تؤثر على شفافيتها أو شكلها. تتطلب هذه العملية استبدال القرنية المتضررة بجزء من قرنية سليمة مأخوذة من متبرع، مما يساعد على تحسين أو استعادة الرؤية بشكل كبير.

ما هي القرنية؟

القرنية هي الجزء الشفاف الأمامي من العين الذي يغطي القزحية والبؤبؤ. تعمل كعدسة تساعد على تركيز الضوء على الشبكية في الجزء الخلفي من العين، وهي ضرورية للرؤية الواضحة. عندما تتعرض القرنية للتلف أو المرض، يمكن أن تتعكر أو تتشوه، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية أو حتى فقدانها تمامًا.

أسباب تلف القرنية

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تلف القرنية، ومنها:

  1. التهاب القرنية: يمكن أن يحدث التهاب القرنية نتيجة العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية.
  2. التقرحات القرنية: قد تسبب إصابة أو عدوى شديدة تقرحات في القرنية.
  3. أمراض وراثية: مثل القرنية المخروطية، وهي حالة تؤدي إلى ترقق وتشوه في شكل القرنية.
  4. الندوب: قد تتكون ندوب على سطح القرنية نتيجة إصابة سابقة أو جراحة.
  5. الحروق الكيميائية: تعرض العين لمواد كيميائية قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في القرنية.

متى يتم اللجوء إلى زراعة القرنية؟

تُجرى زراعة القرنية عندما تفشل العلاجات الأخرى في استعادة الرؤية أو تحسين حالة المريض. من الحالات التي تستدعي هذه العملية:

  • وجود ندبات أو عتامة في القرنية تعوق الرؤية.
  • تقدم مرض القرنية المخروطية إلى مراحل متقدمة.
  • فشل القرنية في الشفاء بعد الجراحة أو الإصابة.
  • ضعف شديد في الرؤية بسبب مشاكل في القرنية لا يمكن علاجها باستخدام النظارات أو العدسات.

أنواع زراعة القرنية

تتعدد أنواع عمليات زراعة القرنية حسب طبيعة الحالة ومدى تلف القرنية:

  1. زراعة القرنية الاختراقية (Penetrating Keratoplasty): يتم فيها استبدال جميع طبقات القرنية المتضررة.
  2. زراعة القرنية الصفائحية (Lamellar Keratoplasty): يُستبدل فقط الجزء المتضرر من القرنية دون إزالة جميع الطبقات.
  3. زراعة القرنية البطانية (Endothelial Keratoplasty): تُستبدل الطبقة الداخلية للقرنية فقط في حالة تلفها.

كيفية إجراء العملية

تتم زراعة القرنية عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي، وفي بعض الحالات تحت تأثير التخدير الكلي. يقوم الطبيب بإزالة الجزء التالف من قرنية المريض واستبداله بجزء سليم مأخوذ من متبرع. يتم تثبيت القرنية المزروعة باستخدام غرز جراحية دقيقة تُزال بعد فترة زمنية تتراوح بين عدة أشهر إلى عام، حسب سرعة شفاء العين واستقرار القرنية.

ما بعد العملية

بعد الجراحة، يُنصح المريض باتباع إرشادات الطبيب بدقة للحفاظ على سلامة العين ومنع حدوث مضاعفات. تشمل هذه الإرشادات:

  • استخدام قطرات العين المضادة للالتهاب والمضادات الحيوية.
  • تجنب فرك العين أو تعريضها لأي ضغط.
  • مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة حالة العين والتأكد من عدم وجود رفض للقرنية المزروعة.

نسبة النجاح والمضاعفات المحتملة

تُعتبر زراعة القرنية من العمليات الناجحة بنسبة كبيرة، حيث يستطيع معظم المرضى تحسين رؤيتهم بشكل ملحوظ بعد العملية. إلا أن بعض المضاعفات قد تحدث في بعض الحالات، مثل:

  • رفض القرنية المزروعة.
  • التهابات العين.
  • حدوث تشوهات أو تغيرات في شكل القرنية المزروعة.

خاتمة

تُعد زراعة القرنية حلاً فعالاً لاستعادة البصر لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات شديدة في القرنية، حيث تعيد الأمل في حياة أكثر وضوحًا ونشاطًا. ومع التقدم المستمر في تقنيات الجراحة وزيادة الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء، تستمر هذه العملية في منح المزيد من الأشخاص فرصة جديدة للرؤية.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *