ن جراحة القرنية المخروطية هي أحد الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الطبيب في العديد من الحالات لتحسين الرؤية لدى المريض ومنع تطور الحالة وضعف الإبصار، فما هي الحالات المناسبة لهذه الجراحة؟ وهل هي آمنة أم لها مضاعفات على المرضى؟ كيف تتم جراحة القرنية؟ وهل توجد عدة تقنيات في علاج القرنية المخروطية بالجراحة؟ وهل توجد موانع لها؟ إليك الأجوبة على هذه التساؤلات مع تقديم أفضل النصائح الطبية بعد الجراحة للحفاظ على النتيجة من الخبراء.

جراحة القرنية المخروطية

توجد العديد من الخيارات الجراحية لمرضى القرنية المخروطية التي تهدف إلى علاج ما يصيب القرنية من ضعف، ترقق وتغيير في شكل سطح القرنية مما يؤدي إلى اضطرابات في الرؤية وعدم الوضوح ويتم اختيار نوع التقنية الجراحية اعتماداً على مدى تطور الحالة والأعراض التي تعاني منها، فهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى زراعة القرنية الجزئية أو الكاملة، وحالات أخرى تحتاج التثبيت الضوئي بالأشعة الفوق بنفسجية لتقليل تطور المرض، كما توجد حالات أخرى تحتاج لزراعة الحلقات الطبيعية أو الحلقات الصلبة.

 لنتعرف على نوع كل تقنية جراحية وكيف تتم بالتفصيل والحالات التى تناسبها.

جراحة زرع القرنية

يوصى الأطباء بالقيام بجراحة القرنية المخروطية في الحالات المتقدمة وتعد زراعة القرنية هو النوع الأكثر انتشاراً ونجاحاً من بين جميع أنواع جراحات زراعة الأعضاء مثل القلب والرئة والكلى.

 تتضمن الطريقة القديمة إزالة كامل ثخانة القرنية المريضة وتثبيت القرنية السليمة بالغرز، وظهرت تقنيات جراحية أحدث فيتم استبدال الطبقات الأمامية المريضة من القرنية والإبقاء على الجزء الخلفي منها مما يقلل من نسبة مضاعفات زراعة القرنية، وتقليل معدل رفض الجسم لها.

ولكن يعتمد الأطباء في معظم حالات القرنية على الوقاية، إذ تتم حالياً دراسة عوامل الوراثة الجزيئية، ويأمل الأطباء من هذه الدراسات تحديد الأشخاص المعرضين للإصابة والعمل على الوقاية من مضاعفات القرنية المخروطية ومنع تقدم الأعراض لديهم حتى لا تلجأ هذه الحالات إلى الجراحة.

ويمكن تصنيف زراعة القرنية المخروطية إلى نوعين وهما:

زراعة القرنية الكلي

 وهي جراحة يتم بها استبدال القرنية بأكملها عندما تكون طبقاتها الأمامية والداخلية تالفة، ويسمى هذا الإجراء زراعة القرنية الكاملة أو زراعة القرنية الكلي، حيث يتم إزالة القرنية التالفة وخياطة قرنية جديدة من متبرع في مكانها. بعد العملية، تكون فترة النقاهة أطول من غيرها من عمليات زرع القرنية الأخرى، وقد يستغرق استعادة الرؤية بشكل واضح ونهائي إلى مدة عام أو أكثر. كما توجد مخاطرة أكبر مع زراعة القرنية الكاملة مثل: خطر رفض الجسم للقرنية الجديدة حيث يهاجم النسيج القرني الجديد.

زراعة القرنية الجزئي

تعد زراعة القرنية الجزئية خيارًا علاجيًا بالمراحل المتقدمة من مرض القرنية المخروطية، إذ يتم في هذه العملية إزالة طبقات القرنية الأمامية والوسطى في حال تضررها، مع الحفاظ على الطبقة البطانية الخلفية الرقيقة  لقرنية المريض، وتستغرق وقت في الشفاء والتعافي بعد زراعة القرنية الجزئي أقصر من زراعة القرنية الكلي، وكذلك تكون مخاطر رفض القرنية الجديدة أقل.

حلقات القرنية 

تعد زراعة الحلقات أحد الخيارات الرئيسية للعلاج فى المرحلة المتقدمة من مرض القرنية المخروطية، وهي عبارة عن إما حلقات طبيعية وهو ما يسمى بالكيرز (CAIRS) أو حلقات صناعية وهي أجزاء بلاستيكية  يتم زرعها في القرنية لتغيير شكلها، ويتم استخدام كلا النوعين  لاستعادة الشكل الطبيعي للقرنية مرة أخرى أو على الأقل تقليل الشكل المخروطي. تؤدي هذه الحلقات إلى تسطيح الجزء شديد الانحدار من القرنية المخروطية ليساعد المريض على تصحيح الرؤية وغالباً ما يسمح هذا الأمر بالحدّ من ارتداء النظارات والعدسات اللاصقة.

ويوصى بزرع حلقات القرنية في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب إلى النظارات أو العدسات اللاصقة لتحسين الرؤية بشكل واضح، وهذه الحلقات يمكنها أن تزيد من قوة القرنية وكما يمكن إزالتها بسهولة إذا لم تؤدّ إلى تحسن الرؤية كثيراً.

كما أصبح تركيب الحلقات باستخدام الفيمتو ليزر وذلك عن طريق إدخال حلقة صغيرة على شكل حرف C في الطبقة الوسطى من القرنية، حيث تُستخدم تقنية الفيمتوليزر لإنشاء قناة أو مسار دقيق في القرنية لإدخال الحلقات مما أضاف نتائج أفضل لهذا النوع من العمليات، إذ أصبحت العملية أكثر أماناً وفعالية، كما أتاح الفيمتو ليزر لأطباء العيون وضع هذه الحلقات داخل القرنية بالعمق والقطر المطلوبيْن بشكل أدق وأفضل وبدون الحاجة لخياطة غرز. يستخدم الطبيب البنج الموضعي ويضع قطرات مخدرة في العين أثناء الأجراء، ويعد هذا الإجراء سريعًا نسبيًا، حيث لا يستغرق أكثر من ٥-١٠ دقائق.

عملية تثبيت القرنية

بعد أن تعرفنا على جراحة القرنية المخروطية التي تستخدم في الحالات المتأخرة والتي لا تستجيب للنظارات والعدسات ولديها تأثير واضح على الرؤية، لنتعرف الآن على عملية تثبيت القرنية التي تستخدم في الحالات البسيطة والمتوسطة.

في البداية يقوم الطبيب بتخدير العين إذ يضع قطرات مخدرة في عين المريض تمنع الشعور بالألم خلال العملية، ثم وضع قطرات الريبوفلافين أو ما يعرف بـ (فيتامين ب ١٢)، وتستغرق تلك الخطوة دقائق معدودة. بعد ذلك، يسلط الطبيب شعاعًا من الأشعة فوق البنفسجية إلى العين، لتنشيط قطرة الريبوفلافين، والتي تعمل على إنشاء روابط جديدة من ألياف الكولاجين مما يثبت القرنية ويمنع زيادة تحدبها مع مرور الوقت ويمنع تكوين الشكل المخروطي الذي يؤثر على الرؤية.

يُنصح بإجراء عملية التثبيت في وقت مبكر بعد تشخيص القرنية المخروطية، حيث يساهم في تثبيت شكل القرنية ومنع تقدم المرض وضعف الرؤية أكثر، الأمر الذي من شأنه أن يوقف تدهور الحالة.

ويعد هذا الأجراء آمن تماماً ويساعد في منع تطور حالات القرنية المخروطية ويحافظ على الشكل الطبيعي للقرنية، وبعد أن تعرفنا على جميع أنواع الجراحة في حالات القرنية المخروطية يجب العلم أن الطبيب هو من يحدد نوع العلاج المناسب لكل حالة.

المصادر

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *