القرنية المخروطية هي أحد  أكثر أمراض العيون انتشاراً وأصبحت شائعة لاسيما في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، لذا اليوم سوف نتعرف عليها سوياً وما هي أهم أعراضها  وكيف نفرق بينها وبين الأمراض الأخرى التي تؤثر على رؤية المريض؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ وهل توجد طريقة للوقاية من الإصابة بالقرنية المخروطية أم لا؟ إليك الأجوبة على هذه التساؤلات من الخبراء في السطور التالية مع تقديم أفضل النصائح الطبية للحفاظ على صحة العين.

القرنية المخروطية

القرنية المخروطية تم اكتشافها لأول مرة طبياً على يد البروفيسور الألماني  Burchard Mauchart عام 1748 م وهي عبارة عن ترقق في حجم قرنية العين مع عدم انتظام في شكل سطح القرنية والتي تمثل الطبقة الخارجية الشفافة للعين،  وتتكون غالباً من السوائل وبروتين الكولاجين.

الكولاجين هو المسئول عن مرونة القرنية وجعلها قوية كحاجز دفاع في العين ضد الأتربة في الجو المحيط بنا، كما يساعد على انتظام سطح القرنية، وتساعد القرنية السليمة على تركيز الضوء على الشبكية وتسهل عملية الرؤية الواضحة.

ولكن في حالة القرنية المخروطية تصبح القرنية طبقة رقيقة وتتحول من الشكل الكروي المعتاد إلى شكل مخروطي وغير منتظم ويزداد تقوسها للخارج مما يضعف من قدرة الشخص على الرؤية، وعادة تظهر هذه المشكلة قبل منتصف سن العشرينيات وتتطور لتصيب كلا العينين ولكن يختلف تطور المرض بين العين والأخرى لدى نفس الشخص، 

وكذلك تظهر بعض الحالات في مرحلة الطفولة ويكون تطور المرض لديهم أسرع، ويعد مرض القرنية المخروطية أكثر انتشاراً في الشرق الأوسط والهند واستراليا والصين، ويصاب بها حوالي 50 إلى 200 شخص بين كل 100000 شخص.

كيف يرى مريض القرنية المخروطية

تتأثر رؤية المريض في حالة الإصابة بالقرنية المخروطية بطريقتين وهما:

  • الاستجماتيزم غير المنتظم بحيث لا تستطيع النظارات تصحيح النظر بشكل كامل في هذه الحالة.
  • تغير شكل القرنية للشكل المخروطي وتصاب بقصر النظر  

أسباب القرنية المخروطية

لم يحدد الأطباء سبب واضح للاصابة بالقرنية المخروطية ولكن توجد العديد من العوامل التي تساعد على تطور المرض، وتلعب العوامل الوراثية والجينية دور في تطور المرض والاصابة به بنسبة تصل إلى 8% من الحالات، ففي حالة التاريخ الوراثي بالمرض يصاب به 1 من كل 700 حالة.

و92% من الأسباب التي تساعد على تطور المرض يرجعه الأطباء إلى العوامل البيئية ، كما وجد أن جميع حالات القرنية المخروطية لديها نقص في بروتين الكولاجين في القرنية وعدم اتزان بين معدل إنتاج الأنسجة له وتكسيره في الخلايا.

عوامل الخطورة في القرنية المخروطية

تعد القرنية المخروطية مرتبطة بعدة حالات تستدعى فرك العيون بشدة ومن هذه الحالات :

  • الحساسية المزمنة.
  • التهاب الجلد التحسسي.
  • الربو.
  • متلازمة داون.
  • هشاشة العظام و عدم نمو العظام بشكل كامل.
  • التشوهات الخلقية منذ الولادة مثل حالات انعدام وجود القزحية.

أعراض القرنية المخروطية

تتمثل الأعراض الرئيسية في حالة الاصابة بالقرنية المخروطية والتي تنبهك أنك مصاب بها:

  • تدهور الرؤية تدريجياً في إحدى العينين أو كلاهما.
  • صعوبة الرؤية عند النظر بعين واحدة فقط.
  • رؤية هالات حول مصادر الضوء الساطعة.
  • تحسس العين من مصادر الضوء.
  • عدم رؤية الأشياء بشكلها الصحيح.
  • ضبابية الرؤية وانحرافها.
  • قصر النظر.
  • عدم القدرة على القيادة ليلاً.

مضاعفات القرنية المخروطية

في حالة عدم الاهتمام بمرض القرنية المخروطية وعدم المبادرة بالذهاب للطبيب المختص لوضع خطة علاجية مناسبة لكل حالة، قد تحدث بعض المضاعفات للمرض مثل:

  • تندب القرنية: إذ تتطور الندبات على القرنية وتزيد في الحجم وتصبح أكثر ألماً وتؤثر بشكل أعمق على الرؤية.
  • استسقاء القرنية: وهو تورم القرنية فجأة بالسوائل.
  • حلقات فليشر: إذ تسبب رواسب الحديد حلقات داخل القرنية.
  • فقدان البصر: يعد من أخطر المضاعفات التي تحدث للحالات وقد يكون فقدان البصر بشكل جزئي أو كلي.

طرق تشخيص القرنية المخروطية

يبدأ الطبيب المختص بسؤالك عن تاريخك الطبي والعائلي والأعراض التي تشعر بها، ثم سيجري فحصًا شاملًا للعين وقد يطلب الفحوصات التالية للتأكد من التشخيص ودرجة تآكل قرنية العين:

  • حدة البصر: يتضمن هذا الفحص مخطط سنيلين لقياس حدة النظر للعين وهذا الاختبار يجعلك تنظر من خلال أداة (منظار العين) لتساعدك في العثور على الوصفة الصحيحة للرؤية الواضحة.
  • فحص المصباح الشقي: يكون هذا الإختبار عبارة عن مجهر لتكبير أجزاء العين لنتمكن من فحصها
  • تخطيط القرنية: تقيس هذه الاختبارات انحناء سطح العين وتنتج “خريطة” للقرنية، و يظهر تحدب القرنية المخروطية في هذه الاختبارات.

علاج القرنية المخروطية

هناك عدة طرق لعلاج القرنية المخروطية يحددها الطبيب اعتماداًعلى عدة عوامل مثل:  مدى تقدم الحالة وجودة الرؤية ومدى التغيير الواقع على القرنية.

و تشمل طرق العلاج استخدام النظارات الطبية والعدسات اللاصقة وزراعة الحلقات والتثبيت الضوئي للقرنية وزراعة القرنية الجزئية والكاملة.

النظارات الطبية لعلاج القرنية المخروطية

في المراحل المبكرة من المرض، يمكنك تصحيح الرؤية باستخدام النظارات الطبية العادية أو العدسات اللاصقة اللينة، ومع تفاقم القرنية المخروطية قد لا تساعدك هذه على الرؤية بسبب كمية اللابؤرية غير المنتظمة وقد تحتاج إلى نوع خاص من العدسات اللاصقة الصلبة.

التثبيت الضوئي للقرنية

يستخدم التثبيت الضوئي للقرنية كتقنية لتبطئ أو توقف تطور المرض، ويتم هذا الإجراء باستخدام التخدير الموضعي.  يضع الطبيب قطرات من دواء يحتوي على الرايبوفلافين (فيتامين ب٢) حتى تساعد في تدعيم القرنية ثم يعرض العين للأشعة فوق البنفسجية لمدة معينة، والغرض من هذا الإجراء هو تقوية الروابط بين ألياف الكولاجين في القرنية ومنع تفاقم الحالة.

زراعة الحلقات الصناعية والطبيعية

هي حلقات صغيرة يقوم الطبيب بإدخالها في القرنية لتخفيف التحدب وتحسين الرؤية ويستخدم الطبيب البنج الموضعي لذلك، هي عبارة عن إنشاء قنوات في القرنية وإدخال الحلقات في هذه القنوات، لتساعد الحلقات على تسطح القرنية وانتظامها وتصحيح الشكل المخروطي.

زراعة القرنية 

قد يقترح الطبيب على بعض الحالات إجراء عملية زراعة قرنية جزئية أو كاملة خاصة للحالات المتقدمة، إذ يستبدلون القرنية المريضة بأنسجة قرنية من متبرع، عادةً ما يتمتع الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية برؤية أفضل بعد عملية الزراعة، ولكن قد يستغرق الأمر أكثر من عام حتى تستكمل إزالة جميع الغرز وتستقر الرؤية، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى عدسات لاصقة متخصصة بعد عملية الزراعة للحصول على أفضل رؤية ممكنة.

المصادر

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *